الخميس، 16 أبريل 2015

بعد 7 سنوات ابني بيتك بأكتوبر حلم تحول إلى كابوس

بعد 7 سنوات ابني بيتك بأكتوبر حلم تحول إلى كابوس

 




«ابني بيتك يا ابن بلدي كلنا نفضل وراك راحتك انت أهم عندي وانت أولى نكون معاك» نتذكر جميعًا هذه الأغنية الحالمة التي خطفت عقول الكثيرين وقلوبهم قبل الثورة 2009، وأوهمتهم بأن لهم حقًّا كباقي المستثمرين، في أن يشترون أراضي ويبنون مجمعات سكنية، وتحمس هؤلاء البسطاء للمشروع نفذوا كل الشروط التي طرحتها الدولة آنذاك، مقابل الحصول على الخدمات والمرافق، ليكتشفوا بعد ذلك أنها وعود زائفة.

أكثر من سبع سنوات مرت على المشروع لم يهنأ السكان بالخدمات والمرافق لمنازلهم، وتحولت إلى مبانٍ مع وقف التنفيذ، واضطر البعض أن يعيش بها لعدم وجود بديل، وهرب البعض الآخر ليتكلف أعباءً مادية جديدة للاستئجار بالقانون الجديد.

 أزمة سكان “ابني بيتك” بمدينة 6 أكتوبر بحسب رصد "البديل" لها ، ومازال المواطنون يعانون زيف الوعود، إلَّا أن المسؤولين يؤكدون أن الوعود مازالت قائمة.


قال أحمد كريم، المنسق العام لائتلاف شباب ابني بيتك: المشروع تم طرحه عام 2008، ومنحت الدولة وقتها المشترين سنة و3 أشهر لتنفيذ البناء على الأراضي، مقابل الحصول على المرافق، وبلغ المشروع 42 ألف قطعة أرض على 7 مناطق.

وتابع: جميع المشترين انتهوا من البناء أواخر 2010 ومن وقتها وهناك أزمة في توصيل المرافق، نظمنا خلالها عشر وقفات أمام مجلس الوزراء، وتقدمنا بمئات الشكاوى الإلكترونية على صفحة مجلس الوزراء وشركة القابضة للكهرباء والمياه، حتى يصل صوتنا للمسؤولين، لكن لاحياة لمن تنادي.


وأوضح كريم أن الخدمات الأساسية التي تشجع السكان على البقاء في منازلهم غائبة، فلا يوجد أمن، مما إلى انتشار أعمال السرقة والنهب، ولا توجد سوى مدرسة واحدة فقط ابتدائي، فضلًا عن الانقطاع الدائم للمياه، ووصولها إلى الأهالي عبر فناطيس ملوثة بالصدأ، أو شراء تانكات بـ40 جنيهًا.

وطالب المنسق العام لائتلاف شباب “ابني بيتك” بأهمية التنسيق بين الجهاز مدينة 6 أكتوبر وشركات الكهرباء والمياه والمقاولين المنفذين للمشروع، ووضع جداول زمنية حقيقية لإنهاء تسليم المشروع، بدلًا من المواعيد الوهمية التي يتم الإعلان عنها منذ 2011، منوهًا إلى أهمية تنفيذ أنفاق أرضية أسفل مزلقان القطار، لوقف نزيف الدماء والحوادث اليومية المتكررة عليه.


وأوضح أن مجلس الوزراء استجاب للشكوى التي تقدم بها السكان المتضررون بالمشروع، حول استكمال المرافق والخدمات العامة في خطاب بتاريخ سبتمبر 2014 وجاء الرد كالآتي “إنه ببحث الموضوع مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أفادت بأنه تم عقد اجتماع بين نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية ورئيس مجلس إدارة شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، حيث أفاد بأنه تم سرقة شبكات الجهد المتوسط والمنخفض بمشروع ابني بيتك بمدينة 6 أكتوبر، وجاري استكمال شبكة الإنارة وسيتم توصل التيار الكهربائي لأي مشترك يتقدم بطلب لتوصيل التيار”، وإلى الآن ننتظر تنفيذ هذه الوعود.


وتساءل المهندس محمود حزمان، أحد سكان المشروع وعضو ائتلاف شباب ابني بيتك: لمصلحة من التأخير في تسليم مرافق المشروع للأهالي، ولمصلحة من إهدار المال العام والفساد الذي يسيطر على المشروع؟ مضيفًا أنه اشترى قطعتين منذ إطلاق المشروع على أمل أن يتزوج فيهم أبناؤه، ونظرًا لمرور 8 سنوات، لم يتقدم المشروع خطوة واحدة وتوقف فقط عند حد الجدران والبنايات، فاستأجر أبناؤه وحدات سكنية إيجار جديد بالخارج.

وأضاف أن المشروع يحتوي على منازل مع وقف التنفيذ، بنايات صماء، فمنطقة الخدمات كما أعلنوا يفترض أن تكون 6 مدارس و3 حضانات و6 أسواق تجارية، لكنها مازالت أرض فضاء يسعى جهاز مدينة 6 أكتوبر لطرحها للمناقصات، حتى تنفذ بها الخدمات، فبعد ضياع 7 سنوات على البناء ستضيع 10 سنوات أخرى حتى يتمتع السكان بالخدمات، واضطر الكثير من الأهالي إلى المعيشة بها لعدم امتلاكهم بديلًا.



وأشار حزمان إلى أن سائقي الميكروباصات يستغلون ندرة المواصلات بالمشروع برفع الأجرة، فلا يوجد حتى خط أتوبيس واحد، فضلًا عن غياب أي منافذ لبيع الخبز أو أنابيب البوتاجاز، وأقرب وحدة صحية توجد خلف مدينة الإنتاج الإعلامي، على بعد كيلو مترات من موقع مشروع “ابني بيتك”.

وأوضح أن عدم مطابقة المواصفات السليمة لمواسير المياه، من مظاهر الفساد التي تقتل المشروع، فغياب محابس الهواء بالمواسير يؤدي إلى انفجارها عند اندفاع المياه، لتغرق الشوارع بالمياه العذبة، وتتحول إلى بحيرات عميقة، فضلًا عن تخصيص استشاري واحد فقط يسلم مطابق الصرف الصحي وهي “غرف الصرف الصحي الضخمة” بواقع 17 مطبقًا كل أسبوع مقابل وجود 3500 مطبق، ويعني ذلك أن الانتهاء من تسليم المطابق كافة يستغرق 4 سنوات.

ولفت إلى أن خطورة هذه البحيرات الملئية بالمياه مع الكابلات الكهربائية والوصلات الأرضية التي مازالت تحت الحفر والإنشاء ينذر بكارثة، موضحًا أن كل وزير إسكان يتولى يصدر تصريحات وردية بلا تنفيذ.



وقال جمال محروس، أحد سكان المنطقة السابعة بـ”مشروع ابني بيتك”: المدينة تحولت إلى بيوت أشباح بعد أن هجرها السكان، فاقدين الأمل في توصيل المرافق والخدمات، بعد أن دفعوا كل ما لديهم لامتلاك منزل بالمشروع.

وأضاف أنه كان أحد المنخدعين الذين باعوا شققهم التمليك واقترضوا من البنوك للتقديم في مشروع ابني بيتك، عندما تم الإعلان عنه قبل الثورة، ونفذ البناء والشروط كافة التي وضعتها الدولة آنذاك، على أمل أن يقطن فيه، لكن مرت حتى الآن 6 سنوات رغم اكتمال البناء إلَّا أنها منازل خاوية من الخدمات، فلا كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي.


وأشار محروس منفعلًا: “بل زاد الطين بلة” أن المنطقة السابعة تقع خلف شريط قطار البضاعة القادم من الواحات إلى الجيزة، وهي كارثة مضاعفة على سكان المشروع، فمزلقان القطار وسيلة العبور الوحيدة للتواصل مع المنطقة السابعة التي أقطن بها، وهو مزلقان كارثي ارتفاعه المباشر 6 أمتار، والحوادث عليه متتالية ومميتة، سواء اصطدام السيارات ببعضها أو انقلابها من فوقه لارتفاعه الشاهق.

وأوضح أنه اضطر بعدما أنفق نحو ربع مليون جنيه على بناء الدور الأرضي والأول، أن يستئجر شقة لأسرته بـ600 جنيه بأحياء 6 أكتوبر المأهولة، التي وصلتها الخدمات والمرافق؛ بدلًا من المعيشة غير الآدمية بالصرف الصحي البدائي بالطرنشات خلف المنزل، الذي يتطلب “كسح يدوي” بالجردل لصعوبة وصول سيارات النزح إليه، فضلًا عن الانقطاع الدائم للمياه، مضيفًا أنه من عجائب الأقدار أن يمتلك منزلًا ويستأجر بالخارج! متسائلًا: أين المسؤولون عن مشروع “ابني بيتك” أين وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية؟

وأوضح أنه أثناء اجتماع عدد من الأهالي مع رئيس هيئة المجتمعات العمرانية خلال الأشهر الماضية، أعلن لهم صراحة “أنه لو بيده القرار لسجن كل الفاسدين المسؤولين عن مشروع “ابني بيتك”، وأضاف أن فشل المشروع دلالة على فشل الحكومات المتعاقبة.

وقاطعه فهمي مسعد، أحد أهالي المنطقة السابعة: سمعنا كلام الحكومة زمان عندما قالت ابنوا وعمروا الصحراء، وأنفقنا كل ما نمتلكه لتحقيق هذا الحلم، والآن نعيش في مساكن غير صالحة للاستخدام الآدمي، ننتظر فناطيس المياه التي يملأها الصدأ، ونعبئها في خزانات فوق البيت، وإذا احتجنا المزيد نشتري جراكن مياه، وكأننا نعيش في دولة أخرى.

وأضاف: بعد الثورة وغياب الانفلات الأمني 80% سرق الحديد والأبواب الخشبية بالمنطقة السابعة، عن طريق العرباوية أو البدو، وحرر الأهالي عشرات المحاضر في قسم شرطة أول 6 أكتوبر، ولا حياة لمن تنادي.

وأشار إلى أن المنطقة السابعة التي يقطن بها بعد شريط السكة الحديد تضم 19 قطاعًا بكل قطاع 700 بيت، لا تصلهم الكهرباء إلَّا عبر أسلاك موصولة بأكشاك الكهرباء على بعد 400 م، واضطر الأهالي إلى حماية ممتلكاتهم بعد فشل الشركة المنفذة في تسليم الخدمات كما وعدت، وكان آخر وعودها 1 أبريل 2015.



وأوضح أنه كلما تقدم الأهالي بشكاوى إلى شركة ايجيكو المنفذة للمشروع تتذرع بحجج واهية منها عدم توافر عمالة! وهي نفسها حجة شركة الكهرباء، متسائلًا: أين الأموال والمستخلصات التي تخصص لهذه الشركات، وأين الرقابة والمحاسبة على إهدار الأموال؟

“ابني بيتك.. كان مشروع الحلم للبسطاء الذين شعروا لأول مرة أنه يمكن أن يمتلكوا بيتًا صغيرًا خاصًّا بهم بالمدن الجديدة، بعيدًا عن زحام القاهرة، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس وحسرة على ما أنفقناه من أموال”.. هكذا عبرت هدى سالم إحد ساكني مشروع ابني بيتك عن خيبة أملها فيما وصل إليه حال المشروع من إهمال وتدهور.

وأضافت أنها وزوجها باعا ميراث والدها المتوفى وذهبها واقترضا من البنوك، للبناء في المواعيد التي وضعتها هيئة المجتمعات العمرانية آنذاك، وبالفعل كان لديهما أمل وطموح في امتلاك وحدة خاصة تجمعهم مع أبنائهما، لكن للأسف تحول الأمر بعد 9 سنوات من بدء المشروع 2008 إلى شقة صغيرة بشبرا تقطن بها مع أولادها لسفر الزوج للعمل، خوفًا على أولادها من المدينة المفتقرة للأمن والخدمات.

وأشارت إلى أنها تحملت كل الصعاب لترى منزلها في كامل بنائه، رغم إتاوات العرب على المشترين تحت تهديد السلاح لحماية المنازل أو سرقة الأبواب الحديدية أو تدمير المنزل، وإجبارهم على شراء الرمال والأسمنت بأضعاف ثمنها وإلَّا سرقته أو تخريبه حال شرائها من الخارج، فضلًا عن شروط هيئة المجتمعات العمرانية وقوانين التزم بها الجميع، والآن النتيجة صفر.


وأوضحت أن المنطقة تخلو من المدارس، فضلًا عن غياب الأمن تمامًا، وتقدموا بمئات الشكاوى لوزارات الإسكان وجهاز مدينة 6 أكتوبر وهيئة المجتمعات العمرانية، لتوصيل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ولا أحد يستجيب لمطالبهم، فلا يعقل أن تكون مدينة دفع فيها المواطنون كل ما يملكون وتبقى هكذا أشبه بالمقابر، مضيفة أنها فضلت ترك المنزل على أمل اهتمام هيئة المجتمعات العمرانية بالمشروع من جديد، وتبث الحياة فيه.

من جانبه نفى المهندس عبد المطلب عمارة، رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، كل هذه الأزمات، موضحًا أن المناطق من 1 ـ 5 تم تسليمها وجاهزة بكامل مرافقها، بينما ينقص المنطقة السادسة والسابعة بعد المرافق، فبرنامج الكهرباء سينتهي خلال الشهرين المقبلين، وأعمال الرصف تسير بشكل جيد في المنطقة 6 ،7، أما توصيل المياه بعد خط السكة الحديد يتم ضخه وفقًا لحجم الإشغال بالمنطقة، ونظرًا لانخفاض أعداد السكان.

وأوضح أنه تم تنفيذ 17 وحدة صحية على مستوى المشروع بأكمله وسبع مدارس، وسيتم افتتاح إحداها في العام الدراسي المقبل.




ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة كلمه حره © 2015